يقدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أمام الكونغرس، رؤيته بشأن الولايات المتحدة والعالم، بعد الارتباك الذي أحدثه على الساحة السياسة والدولية مع بدء ولايته الثانية تحت شعار «أمريكا أولاً» وفي ظل عزمه على بسط سيطرته على مختلف مؤسسات الدولة، فيما رفع محامون معنيون بالحقوق المدنية دعوى قضائية ضد إدارة ترامب السبت، لمنعها من نقل 10 مهاجرين محتجزين بالولايات المتحدة إلى خليج غوانتانامو في كوبا.
وبعد أكثر من شهر على تنصيبه، يلقي ترامب خطابه الأول أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، عند الساعة 21:00 (02:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء) في مبنى الكابيتول في واشنطن.
وأمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، من المتوقع أن يعرض ترامب التدابير التي اتخذها خلال أول 43 يوماً من تولّيه منصبه وتلك التي يعتزم اتخاذها خلال الأيام ال1419 المتبقية من ولايته.
وقال السيناتور الجمهوري تومي توبرفيل إنّه يتوقّع أن يقوم ترامب ب«تسليط الضوء على الانتصارات التي حققتها إدارته حتى الآن» وتقديم «خطّة للسنوات الأربع المقبلة».
وأثبت ترامب، إلى جانب حليفه إيلون ماسك، أنه عازم على التحرك بسرعة وبقوة لتطبيق شعاره الداعي إلى «جعل أمريكا عظيمة مجدداً»، إذ عمد إلى تفكيك وكالات اتحادية وتسريح الآلاف من موظفي الحكومة واحتجاز مهاجرين غير نظاميين في قاعدة غوانتانامو وزيادة الرسوم الجمركية.
فضلاً عن ذلك، اعتمد الرئيس الأمريكي أسلوباً قاسياً في التعامل مع حلفاء بلاده، فلوح بضم كندا بالقوة إذا لزم الأمر وادعى أن الاتحاد الأوروبي أُنشئ ل«الإضرار» ببلاده.
يلقي ترامب خطابه أمام جمهور يدعم بغالبيته أجندته، إذ يسيطر الجمهوريون منذ الانتخابات التي جرت في نوفمبر، على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ناهيك عن ترسيخ المحافظين في المحكمة العليا.
في نهاية يناير، أرسل الرئيس الجمهوري لمجلس النواب مايك جونسون رسالة دعا فيها ترامب لإلقاء هذا الخطاب وعرض «رؤيته التي تحمل عنوان أمريكا أولاً بشأن مستقبلنا التشريعي»، مؤكداً في الرسالة أن «العصر الذهبي لأمريكا بدأ».
وعلى الرغم من رغبة البيت الأبيض المعلنة في توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، وبالتالي تقليص السلطة التشريعية للكونغرس، لم يُسمع إلى الآن أي صوت معارض في صفوف البرلمانيين اليمينيين. وأحكم ترامب قبضته على الحزب الجمهوري منذ انتصاره في انتخابات 2024، فيما يبدي قليلون استعداداً للمجازفة بخسارة مقاعدهم في حال عارضوا الرئيس وقاعدته الانتخابية.
في المقابل، يكافح الديمقراطيون لإسماع أصواتهم في مواجهة الموجة الإعلامية والسياسية الهائلة التي فرضها حضور الرئيس الجمهوري. وستحاول عضو مجلس الشيوخ الجديدة عن ولاية ميشيغان إليسا سلوتكين«48 عاماً»، نقل هذا الصوت المعارض من خلال تقديمها الرد التقليدي على خطاب الرئيس.
من جهة أخرى، رفع محامون معنيون بالحقوق المدنية دعوى قضائية ضد إدارة ترامب السبت، لمنعها من نقل 10 مهاجرين محتجزين بالولايات المتحدة إلى خليج غوانتانامو في كوبا، في ثاني طعن قانوني من جهتهم خلال أقل من شهر بشأن خطط لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألف مهاجر هناك، تمهيداً لترحيلهم.
وذكروا أن هذه أول مرة في تاريخ الولايات المتحدة يُحتجز فيها غير المواطنين هناك بتهم تتعلق بالهجرة المدنية. (وكالات)
0 تعليق