ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، قدّم المصور العالمي جورج شتاينميتز خطاباً بعنوان «غذاء الكوكب: رحلة تصويرية إلى مصادر الغذاء العالمية»، استعرض خلاله حصيلة سنوات من التوثيق البصري لعمليات إنتاج الغذاء في أكثر من 36 دولة.
ومن خلال صوره الجوية والأرضية، قدّم شتاينميتز منظوراً فريداً حول شبكة الغذاء التي تغذي البشرية، مشدداً على أهمية التفكير في الاستدامة الغذائية والقرارات اليومية التي تؤثر على صحة كوكبنا.
وشمل توثيق شتاينميتز المحاصيل الزراعية، وتربية المواشي ومراحل إنتاج الغذاء الحيواني، فالتقط صوراً تفصيلية لمزارع الأبقار والأغنام في أستراليا والبرازيل، موضحاً كيفية العناية بها منذ الولادة وحتى تصدير لحومها إلى الأسواق العالمية. واستعرض صوراً لمزارع قصب السكر في كوستاريكا والبرازيل، التي تُستخدم بشكل متزايد في إنتاج الطاقة الحيوية، إلى جانب دورها في صناعة السكر.
ومن بين المحاصيل التي ركّز عليها شتاينميتز أيضاً البن، فوثّق مراحل زراعته وإنتاجه في ساو باولو بالبرازيل وإثيوبيا، مسلطاً الضوء على الطرق التقليدية التي تُستخدم هناك لفحص ومعالجة كل بذرة قهوة يدوياً لضمان جودتها العالية.
ولم يكن التصوير الأرضي الوسيلة الوحيدة التي اعتمدها شتاينميتز، بل لجأ إلى الجوي باستخدام الطائرات الشراعية، ما مكّنه من التقاط مشاهد مذهلة للصحارى والمناطق الوعرة. وأوضح أنه أثناء تحليقه فوق الربع الخالي في السعودية، واجه تحديات كبيرة بسبب وعورة التضاريس وعزلة المنطقة، لكنه تمكّن من التقاط صور نادرة تعكس جمال الصحراء الشاسعة. واستعرض واحدة من أشهر صوره التي التقطها للجمال في اليمن، حيث تظهر الإبل من الأعلى وكأنها مجرد ظلال سوداء على الرمال، وهي صورة حظيت باهتمام واسع. مغامرات شتاينميتز لم تخلُ من التحديات، حيث كشف أنه أثناء توثيقه للمزارع في كينيا باستخدام طائرته الشراعية، واجه اعتراضاً من بعض الجهات المحلية، ما أدى إلى احتجازه من قبل الشرطة قبل الإفراج عنه لاحقاً.
وأوضح شتاينميتز أنه على مدار 20 عاماً، اعتمد على الطائرات الشراعية لالتقاط صوره الجوية، إذ كان يشعر كأنه طيار يحلق بنفسه في السماء، لكن بات يعتمد على الطائرات المسيّرة، لمرونتها العالية وقدرتها على استكشاف المناطق الضيقة والتصوير ليلاً، إلى جانب تكلفتها المنخفضة مقارنة بالوسائل التقليدية.
وفي ختام حديثه، أشار شتاينميتز إلى أن مشروعه الطويل مع «ناشونال جيوغرافيك» حول تأمين الغذاء للبشرية جعله يدرك مدى التحديات التي تواجه العالم في توفيره لملايين الأشخاص. وأوضح أن رحلته لم تكن مجرد توثيق بصري، بل محاولة لفهم الأنظمة الغذائية العالمية وتأثيراتها البيئية والاقتصادية.
0 تعليق