دعت مروة آل رحمة، نائب الرئيس ورئيسة قسم المبادرات المجتمعية في بنك أبوظبي الأول، إلى إعادة الرياضة المدرسية إلى ما كانت عليه في السابق من زخم في الدروس والأنشطة اللاصفية التي ترافقها، علاوة على تكثيف المسابقات بما تمنحه للطلبة من فوائد على الصعد البدنية والمهارية والنفسية والاجتماعية.
أكدت مروة في حديثها ل«الخليج الرياضي» أهمية غرس حب الرياضة في الأجيال من خلال الأسر، علاوة على تفعيل الشراكة وتضافر الجهود بين مؤسسات مجتمع الإمارات من أجل دعم القطاع الرياضي بالدولة لما للرياضة من أثر بالغ الأهمية في بناء أجيال الوطن بشكل سليم ومتوازن يحميهم من أمراض العصر الناجمة عن قلة الحركة مثل السكري والضغط والسمنة التي ارتفعت نسبتها بشكل مخيف في الآونة الأخيرة لتهدد صحة الأجيال.
تطرّقنا مع مروة إلى موضوعات متفرقة تتصل بالشأن الرياضي وتجربتها الشخصية الغنية رياضياً، حيث تمارس 6 ألعاب، ومحصلة الحوار في السطور التالية:
هل مارستِ الرياضة بصورة منتظمة، وأين؟ وفي أي عمر؟
- في البداية أود تقديم الشكر إلى جريدة «الخليج» على إتاحتها الفرصة لي لتوجيه رسالتي إلى المجتمع، ونعلم أن صحيفتكم الغراء تحرص على طرح كل القضايا التي تهم مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، والرياضة على وجه الخصوص بما لها من دور في تعزيز صحة أفراد المجتمع، وفيما يخص سؤالكم عن ممارستي للرياضة، نعم أمارسها منذ الصغر وفي عدة رياضات مختلفة، حيث كنت أمثل مدرستي في الجمباز وكرة السلة والجري على مستوى الإمارات في بطولات المناطق التعليمية.
هل تخصصتِ في لعبة رياضية معينة؟
- نعم منذ الصغر، وما زلت مواظبة على ذلك في عدة ألعاب، وأمارس كذلك رياضات الكروسفت ورفع الأثقال واليوغا.
ألا ترين أن رفع الأثقال رياضة ليست ناعمة بالنسبة لحواء؟
- على العكس، فيها تعزيز هائل جداً لقدرة المرأة على تحدي نفسها وحمل الأثقال، فهي تساعد على بناء العضلات وتقوية العظام وتحسين التوازن، كما تقي من الإصابات.
ما لعبتك المفضلة؟ وهل مارستِها في الأندية؟
- اليوغا ورفع الأثقال، في صورة ممارسة حرة، إضافة إلى الألعاب التي أشرت إليها.
هل تشجعين نادياً معينا في كرة القدم؟
- أشجع كل الأندية الإماراتية، وأستمتع بما تقدمه فرق دورينا من فن كروي رفيع يساهم في تقوية منتخبنا الوطني، وأتمنى أن يصل «الأبيض» إلى كأس العالم 2026.
ثقة واستقلالية
هل أنتِ مع جعل الرياضة أسلوب حياة؟
- منذ طفولتي، كان لدى أمي هدف واضح ومعين، وهو أن تجعل الرياضة وسيلة لبناء شخصيتي وتقوية قدراتي النفسية والعقلية، وليس فقط تنمية مهاراتي البدنية. كانت تعلم أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي منصة لتعلم القيم الحقيقية مثل الاعتماد على النفس، والإصرار، والتحمل، والثقة بالنفس، لم تكن أمي تركز فقط على فوزي في البطولات أو تحقيق الأرقام القياسية، بل كانت تسعى لأن أتعلم كيف أواجه التحديات وأتعامل مع الصعاب في حياتي اليومية، كما كانت أمي تؤمن بشدة بأن الرياضة تعزز من قدرتي على الاعتماد على نفسي واتخاذ القرارات بثقة. كانت تشجعني على تحمّل المسؤولية في تدريباتي، وعلى اتخاذ قراراتي الخاصة بشأن كيفية تحسين أدائي، بدلاً من انتظار توجيه الآخرين، هذا الأمر ساعدني على اكتساب الاستقلالية والثقة في اتخاذ قرارات حياتي بشكل عام، كانت أمي أيضاً تركز على تعزيز قدرة التحمل في المواقف الصعبة، وهو ما يمكن أن أطبقه في الرياضة وفي حياتي الشخصية. كانت تقول لي: «الرياضة تعلمك كيف تستمرين حتى عندما تشعرين بأنك لا تستطيعين»، هذه الرسالة كانت تلاحقني في كل تمرين، وكل منافسة، وأصبحت جزءاً من شخصيتي.
ما رؤيتك لأهمية الرياضة في حياة الناس؟
- بالقطع أنا رياضية ومن أنصار ممارسة الرياضة، ويجب أن تكون جزءاً أساسياً يسود حياة الفرد بشكل يومي أياً كان عمره، وهنا أحث الأسر على القيام بدورها في هذا الاتجاه.
مطالبة بجهود تربوية
هل أنت مع استثمار الأسر للرياضة في تربية الأبناء؟ ولماذا؟
- بالتأكيد، وأؤيد بشدة، فالرياضة صحة للبدن والجسم والعقل والفكر، وتقي من كثير من الأمراض، وأطالب بأن تكون هناك جهود تربوية رياضية أكثر فاعلية تبدأ من المدرسة، وتعيد إحياء دور الرياضة المدرسية بحكم أنها حاضنة المواهب ليكون فعالاً أكثر، فهي الأساس ومنبع المواهب.
القيادة القدوة
هل ترين أن دولة الإمارات العربية المتحدة داعمة لشيوع الممارسات الرياضية في المجتمع؟
- قيادتنا الحكيمة وحكومتنا الرشيدة قدوتنا، وتشاركنا في ممارسة الرياضات جنباً إلى جنب مع المواطنين والمقيمين، مثل رياضة ركوب الدراجات والخيل وغيرها مثل تحدي دبي والألعاب الحكومية، كما أن لها دوراً كبيراً في تشجيع المجتمع الإماراتي بكافة فئاته على حب الرياضة وغرسها فيهم منذ الصغر، وهذا يعد جزءاً أساسياً من رؤية الحكومة الإماراتية لتطوير جيل قوي ومؤهل رياضياً، فالحكومة والمجتمع الإماراتي يوليان اهتماماً خاصاً للأطفال والشباب وكبار المواطنين وأصحاب الهمم في مجال الرياضة، حيث يتم العمل على تنمية ثقافة رياضية تعزز من الصحة البدنية والعقلية منذ مرحلة الطفولة. مثلاً: في مدارسنا تشجع المناهج الدراسية على ممارسة الرياضة كجزء أساسي من التعليم، ويتم تنظيم الأنشطة الرياضية بشكل منتظم في المدارس من خلال حصص التربية البدنية، والمسابقات الرياضية، والفعاليات، كما يُعتبر الدعم والتشجيع للرياضة جزءاً من الهوية الثقافية الوطنية، الرياضة لا تقتصر فقط على التنافس، بل تمتد أيضاً إلى تعزيز القيم الإيجابية مثل العمل الجماعي، والانضباط، والصبر. تم غرس هذه القيم فينا كأطفال منذ سن مبكرة، ما ساهم في تشكيل شخصياتنا وتطوير مهارات حياتية مفيدة لنا في المستقبل.
ما دور الرياضة المدرسية؟
في الواقع الرياضة في مدارس زمان كانت أفضل، وهذه وجهة نظري من خلال تجربتي الشخصية، وعلاقتي بالرياضة بدأت منذ نعومة أظفاري في مرحلة التعليم الأساسي عندما كنت طالبة في مدرسة جميرا في دبي، وكانت مدرسة حكومية، لكن بمنتهى الصراحة كان التشجيع أكبر عن الوقت الحالي في الحث على ممارسة مختلف الرياضات، والدروس كانت تقدم لنا بشكل أكثر تشويقاً بخلاف التدريبات المستمرة والأنشطة الجاذبة، كما أن المتابعة من قبل الكادر التعليمي كانت دؤوبة ومستمرة، لذلك كان لدينا كطالبات الشغف بالمشاركة في دروس التربية الرياضية التي كانت مفيدة وغرست فينا حب الرياضة.
في الختام، هل لك أمنية أو رسالة توجهينها إلى المجتمع؟
- أتمنى من كل المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة تقديم الرعاية الواجبة للرياضة انطلاقاً من نهج الشراكة التي أرستها قيادتنا الرشيدة، ولبنك أبوظبي الأول العديد من المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه، وسعادتنا كبيرة بالشراكة القائمة حالياً مع جمعية الإمارات لرعاية وبر الوالدين فرع دبي، والتي أسفرت عن نشاط مثمر يركز على كبار المواطنين ومشاركتهم في الفعاليات الرياضية بالدولة.
0 تعليق