يوم التأسيس وذكرى مولد أمة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوم التأسيس وذكرى مولد أمة, اليوم السبت 22 فبراير 2025 04:27 مساءً

في القرن الخامس عشر الميلادي وتحديدا في عام (1446م - 850هـ) قدمت أسرة مانع المريدي إلى منطقة العارض بنجد وتحديدا إلى بلدة الدرعية لتؤسس إمارتها التي اشتهرت بين إمارات نجد الأخرى بالاستقرار السياسي بفضل حنكة قادتها وأمرائها الذين لم يألوا جهدا في تطبيق الشريعة الاسلامية وإقامة العدل والمساواة بين الرعية بالإضافة إلى شجاعتهم وبراعتهم السياسية في تجنيب بلدتهم الكثير من الفتن والاضطرابات السياسية.

في يوم 22 فبراير من كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بيوم التأسيس اعتزازا بالجذور الراسخة للدولة السعودية التي ظلت قوية وصامدة طيلة ثلاثة قرون كاملة، واعتزازا بالارتباط الوثيق والعميق بين القيادة والشعب، فهذا اليوم المجيد يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، ففي عام 1679م ولد الإمام محمد بن سعود بن مقرن مؤسس الدولة السعودية الأولى في بلدة الدرعية، ونشأ وترعرع في قصر جده، وكان مشاركا في الأحداث المهمة أثناء عهد جده وأبيه عندما توليا الإمارة فيها، مما أكسبه خبرة عريقة في الحكم والسياسة.

وعندما تولى الإمام محمد بن سعود إمارة الدرعية قام بالعمل على تأسيس الوحدة فيها وتأمين الاستقرار داخلها وفي محيطها، ويذكر المؤرخون أن الإمام محمد بن سعود كان قائدا عظيما بالفطرة الإدارية المكتسبة من أسرته الحاكمة، فهو سليل الإمام مانع المريدي الذي حكم الدرعية منذ عام 850هـ، ومن أعماله العظيمة أثناء فترة حكمه حرصه الشديد على ضمان استقلال الدرعية سياسيا عن غيرها من الإمارات النجدية الأخرى والتي كانت غارقة في النزاعات والخلافات فيما بينها، وحتى ينجح في تجنيب بلدته تلك الصراعات البينية فقد اهتم بتعزيز الاكتفاء الذاتي للبلدة من إنتاج مزارعها المحلية والتي وصلت حينها إلى مرحلة التصدير إلى الإمارات النجدية الأخرى، وهذا يدل على ثاقب بصيرته الإدارية وبعد نظره في القيادة.

كما حرص رحمه الله على تأمين طريق الحج وطرق التجارة من وإلى الدرعية، كما عمل أيضا على تنظيم الأوضاع الاقتصادية للدولة الفتيِّة والتوسع في بناء وتنظيم بوابات وأسوار بلدة الدرعية. هذه الإصلاحات الإدارية أكسبت الإمام محمد بن سعود شهرة بين الأقاليم النجدية الأخرى، ففي عهده رحمه الله، قامت نهضة دينية وعلمية واسعة، حيث أمر ببناء المساجد والجوامع في كل البلدات التي تخضع لسيطرته السياسية، وتزويدها بالمشايخ الذين كانوا لا يألون جهدا في نشر العلم على منهج النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وبعيدا عن مظاهر الشرك وانحرافات العقيدة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ومما يذكره المؤرخون أن الدرعية في عهده أصبحت أهم مراكز العلم الشرعي بين أقاليم الجزيرة العربية.

وخاتمة القول، يظل يوم التأسيس 22 فبراير يوما تاريخيا فاصلا في حياة العرب والمسلمين وليس السعوديين وحدهم، فهو ذكرى عزيزة لميلاد دولة عظيمة امتدت لأكثر من ثلاثة قرون وهي تشع بأنوار التطور والنماء، وتتشرف بحماية وخدمة الحرمين الشريفين، وتمثل محور ارتكاز الثقل السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، فحفظ الله مليكنا الغالي وسمو ولي عهده الأمين، والشعب السعودي النبيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق