الدنمارك: العالم في مرحلة حرجة وعلى أوروبا إعادة التسلح بكثافة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كوبنهاغن - أ ف ب
أكد وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكي راسموسن، أن أوروبا بحاجة إلى إعادة تسليح نفسها بكثافة في عالم دخل «مرحلة حرجة للغاية»، مع التمسك بالتحالف عبر الأطلسي.
وفي سعيه إلى إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، ترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حتى الآن كييف والأوروبيين خارج النقاشات، فيما عقد محادثات مباشرة مع روسيا التي يبدو أنه يتبنى خطابها إلى حد كبير.كما حثّ ترامب الدول الأوروبية على الاضطلاع بمزيد من المسؤوليات الدفاعية، حتى أنه أثار شكوكاً حول استعداد بلده لمساعدة حلفائها في الحلف الأطلسي (ناتو) في حال احتاجوا لها.
وقال راسموسن الأربعاء: «يجب على أوروبا أن تدافع عن أمنها بشكل أكبر. يتعين علينا أن نبذل جهوداً أكبر بكثير، ليس فقط لضمان دفاعنا، بل أيضاً لدعم أوكرانيا، لأننا نمر بمرحلة حرجة للغاية في تاريخ العالم». وأضاف: «نتلقى إشارات متضاربة من الولايات المتحدة. وأعتقد أن شيئاً لم يُحسم بعد. ستؤثر كيفية استجابتنا وتصرفنا اليوم أيضاً على كيفية استجابة الولايات المتحدة وتصرفها غداً».
وتابع:«كنّا مع أوكرانيا منذ اليوم الأول، لأننا أدركنا أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب. بل يتعلق في الأساس بالبنية الأمنية في أوروبا».
وحذّر وزير الخارجية الدنماركي من أن «روسيا لديها القدرة على مهاجمة الدول المجاورة، وحتى دول الحلف الأطلسي في غضون سنوات قليلة إذا انتهت الحرب في أوكرانيا بشكل غير حاسم».
وأعلنت الحكومة الدنماركية، أنها ستخصص 50 مليار كرونة إضافية (6,8 مليار يورو) لإنفاقها العسكري في عامي 2025 و2026. وترفع هذه الزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3% من ناتجها المحلي الإجمالي. والدولة الاسكندنافية من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا التي منحتها مساعدات بقيمة تناهز 7,2 مليار يورو منذ بدء الحرب فيها.
تعزيز الروابط عبر الأطلسي
في تقرير صدر الأسبوع الماضي، حذّرت الاستخبارات الدنماركية من أنه إذا لاحظت روسيا علامات ضعف داخل الناتو، فإنها قد تشن «حرباً واسعة النطاق» في أوروبا خلال خمس سنوات. وأكد لارس لوكي راسموسن: «لا نستطيع أن نعرف ما هي نوايا بوتين، لكننا نعلم أنه ستكون لديه القدرة، ولهذا السبب نعمل على تعزيز قوانا».
وشددت روسيا على أن تسوية الحرب في أوكرانيا لا تنفصل عن إعادة تنظيم البنية الأمنية الأوروبية. ويرى الكرملين في الناتو تهديداً وجودياً، ويدعو منذ فترة طويلة إلى انسحاب قوات الناتو من أوروبا الشرقية.
وقال راسموسن: «نواجه وضعاً طبيعياً جديداً. ونأمل بأن يظل لنا في هذا الوضع الطبيعي الجديد تحالف وعلاقة قوية للغاية عبر الأطلسي».
واعتبر أن السبب وراء قدرة روسيا على مواصلة الحرب في أوكرانيا، بعد ثلاث سنوات من الخسائر الفادحة في العديد والعتاد، مرتبط بالمساعدات القادمة من إيران وكوريا الشمالية والصين.
وقال راسموسن: «لا ينبغي النظر إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها ظاهرة معزولة»، مضيفاً «إن أفضل نصيحة يمكن تقديمها لزعماء العالم هي أن ينظروا إلى كيفية ارتباط النزاعات الإقليمية ببعضها ».
وتابع: «أعتقد أن الاستجابة المناسبة الوحيدة هي أن يظل العالم الغربي متحداً، وأن نعزز علاقاتنا عبر الأطلسي، وليس العكس».
لكن رغبة ترامب المعلنة منذ عودته إلى السلطة في ضم غرينلاند، وهي جزيرة دنماركية تتمتع بالحكم الذاتي، استدعت ردود فعل في الدنمارك التي تعد حليفاً وفياً لواشنطن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق