اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المفاوضات مع الأمريكيين، أمس الأول الثلاثاء في الرياض، «خطوة أولى» لاستعادة العلاقات ورحب بلقاء نظيره الأمريكي بعد إعداد جيد لقمة شاملة وسط توقعات بلقاء محتمل قبل نهاية الشهر الحالي، فيما أقر الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على روسيا.
فقد شدد بوتين على ضرورة تعزيز «الثقة» بين موسكو وواشنطن من أجل إيجاد حلّ للنزاع في أوكرانيا وقال في تصريحات بثتها القناة العامة الروسية «من دون تعزيز الثقة بين روسيا والولايات المتحدة، يستحيل حلّ مشكلات عدة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية»، وأشاد بالمفاوضات بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي التي عقدت الثلاثاء في السعودية، معتبراً أنها «خطوة أولى» لاستعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن وقال بوتين: «لقد أبلغت (بمضمون المحادثات) وأنظر إليها بإيجابية، هناك نتيجة»، مضيفاً: «لقد قمنا بالخطوة الأولى لاستئناف العمل في مجالات مختلفة»، كما أعرب بوتين عن استعداده للقاء نظيره الأمريكي دونالد ترامب ولكن بعد إعداد جيد للاجتماع.
وقال الكرملين أمس الأربعاء إن بوتين وترامب قد يجتمعان هذا الشهر، لكن عقد اجتماع مباشر بين رئيسي البلدين لأول مرة منذ 2021 قد يستغرق وقتاً أطول للتحضير وقال ترامب الثلاثاء: «إنّ روسيا تريد أن تفعل شيئاً، إنهم يريدون وضع حدّ للهمجية الوحشية»، ورداً على سؤال قال إن من المحتمل أن يجتمع مع بوتين في فبراير/شباط الحالي.
وأشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرئيس الأمريكي لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي: «إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأمريكية) السابقة وإصرارها على جر أوكرانيا إلى الناتو»، وأضاف: «ترامب سياسي مستقل تماماً بالإضافة إلى ذلك، فهو شخص اعتاد على الحديث بكل صراحة، مثل هؤلاء الأشخاص لا يخفون عادة آراءهم حول أفراد مثيرين للشفقة مثل زيلينسكي».
وقبل ذلك، قال ترامب إنه لا يرى أن روسيا كانت لتسمح بأي طريقة بانضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي، وألقى باللوم على سلفه الديمقراطي جو بايدن في تغيير موقف الولايات المتحدة بشأن عضوية الحلف لصالح أوكرانيا.
وفي خضم المحادثات مع واشنطن في الرياض، طالبت موسكو حلف الأطلسي بإلغاء وعد قطعه في عام 2008 بمنح أوكرانيا عضوية التحالف العسكري الغربي، كما رفضت روسيا فكرة أن تتولى قوات من دول أعضاء في الحلف مهمة حفظ السلام في أوكرانيا.
من جهته، قال مبعوث الرئيس الأمريكي لأوكرانيا كيث كيلوغ في كييف أمس الأربعاء، إنه جاء للاستماع لمخاوف الأوكرانيين غداة محادثات روسية أمريكية استبعدتهم وقال كيلوغ: «نتفهّم الحاجة إلى ضمانات أمنية، نحن واضحون للغاية بشأن أهمية ذلك في إطار سيادة أوكرانيا».
وأكد زيلينسكي رغبته في الحصول على «ضمانات أمنية» من قبل حلفائه الغربيين تتيح «إنهاء» الحرب مع روسيا خلال السنة الجارية.
على صعيد آخر، وافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين الأربعاء على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا هي السادسة عشرة وتتضمن حظر واردات الألمنيوم الروسي وفرض عقوبات على 73 ناقلة إضافية تستخدم لنقل النفط الروسي الخاضع بدوره للعقوبات الغربية وفصل 13 مصرفاً روسياً إضافياً عن نظام «سويفت» الدولي للتحويلات المالية وإضافة ثماني وسائل إعلام روسية إلى قائمة الوسائل التي يحظر عليها البث في أوروبا.
ومن المقرر أن يعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الحزمة الجديدة رسمياً الاثنين المقبل الذي يصادف الذكرى الثالثة لبدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة إكس «الاتحاد الأوروبي يضيّق الخناق بشكل أكبر على الالتفاف على العقوبات من خلال استهداف المزيد من السفن في أسطول الظل العائد (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وفرض حظر جديد على الواردات والصادرات» وتابعت: «نحن مصمّمون على مواصلة الضغط على الكرملين».(وكالات)
0 تعليق