غزة ـ (أ ف ب)
تستعد إسرائيل وحركة حماس لبدء المرحلة الثانية من مفاوضات وقف القتال في غزة، مع اقتراب تنفيذ كافة بنود المرحلة الأولى للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، بعد حرب مدمّرة استمرّت 15 شهراً.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء إنّ المفاوضات ستبدأ «هذا الأسبوع» بشأن المرحلة الثانية من الهدنة، بعدما كان من المفترض أن تبدأ في الثالث من فبراير/شباط.
وأضاف في مؤتمر صحفي في القدس «نشترط نزعاً كاملاً للسلاح في غزة. لن نقبل باستمرار وجود حماس في غزة».
ومنذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من مارس/آذار، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيلية و1134 معتقلاً فلسطينياً، فيما اتفقت حماس وإسرائيل على الإفراج عن ست رهائن السبت بعد إعادة جثث أربع آخرين الخميس.
وبعد مرور 500 يوم على احتجاز الرهائن، ما زال 70 شخصاً محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق الجيش الإسرائيلي.
المرحلة الصعبة
يفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق، التي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من مارس/آذار، إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، قائم على مراحل متعددة، وكان الهدف من ذلك تأجيل المباحثات حول القضايا الأكثر إثارة للجدل، وخلال المرحلة الأولى، يتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين على مدار 42 يوماً.
أما المرحلة الثانية من الصفقة فتعتبر أكثر تعقيداً بكثير، حيث تستلزم انسحاب إسرائيل الكامل من غزة ووقف دائم للقتال مقابل الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء المتبقين. لكن إسرائيل قالت إنها لن تنهي الحرب مع استمرار حماس في السلطة بغزة.
وهدد أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا وافق على إنهاء القتال، كما رفضت حماس إعلان الاستسلام. ويقول أحد الوسطاء العرب: «لقد اشتكينا مراراً وتكراراً وحذرنا إسرائيل من أن الوقت ينفد».
وتفاقمت الأزمة الأكثر خطورة حتى الآن في المحادثات، عقب اقتراح ترامب إبعاد مليوني فلسطيني من غزة إلى الدول العربية المجاورة، بينما تسيطر بلاده على القطاع، لإنشاء ما وصفه بـ«ريفييرا الشرق الأوسط»، ثم تأكيده أنه لن يكون لهم حق العودة، بينما تصبح غزة وجهة سياحية دولية تحت إدارة أمريكية، وهو ما رفضته الدول العربية، بينما تعمل مصر على بلورة خطة بديلة لمستقبل غزة من دون تهجير أهلها.
شروط إسرائيلية
ذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيقودها وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بالتنسيق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي قوله إن رئيس الشاباك لن يعود إلى فريق التفاوض، وعلى الأرجح ألا يعود رئيس الموساد أيضاً.
بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن محادثات المرحلة الثانية مع حركة حماس ستبدأ عند وصول المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل. وقالت الهيئة الثلاثاء إن نتنياهو قرر بدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية رسمياً، وأبلغ مجلس الوزراء المصغر بذلك.
شرط حماس
أكد قيادي في حماس، الأربعاء، أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كل الأسرى المتبقين دفعة واحدة في المرحلة الثانية من التهدئة في قطاع غزة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس حماس طاهر النونو إن الحركة «أبلغت الوسطاء أنها مستعدة ضمن اتفاق لإطلاق سراح كل الأسرى في المرحلة الثانية دفعة واحدة وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى، في مقابل إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية».
وأضاف النونو أن حماس «أبدت للوسطاء أنها مستعدة لعملية تبادل واحدة لكل الأسرى بإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثث، بمن فيهم الضباط العسكريون الكبار».
وأوضح أن هذه الخطوة «لتأكيد الجدية والاستعداد التام للمضي قدماً في إنهاء هذا الموضوع وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف إطلاق النار وصولاً للوقف المستدام».
ولم يوضح النونو عدد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل.
وأوضح أن حركته طالبت الوسطاء «بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة والإيواء والمعدات الثقيلة والوقود وبدائل الكهرباء، والسفر في الاتجاهين عبر معبر رفح» الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
0 تعليق