واصلت إسرائيل، أمس الأحد، خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستهدفت مسيرة إسرائيلية ثلاثة من عناصر الشرطة الفلسطينية شرقي رفح، بينما تُوفي رابع متأثراً بجروح أصيب بها بقصف إسرائيلي قبل يومين، كما شنّت غارة جديدة على وسط غزة، بالتزامن مع إعلان مكتب نتنياهو رفضه لإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى القطاع وفق البروتوكول الإنساني الملحق بالاتفاق، كما واصلت عرقلة خروج الجرحى والمرضى.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، استهداف «عدة أفراد مسلحين» في غارة جوية على جنوب قطاع غزة. وادّعى الجيش في بيان طائرة مسيّرة استهدفت عدة أفراد مسلحين يتحركون باتجاه قوات (إسرائيلية في جنوب القطاع).
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، أمس الأحد مقتل ثلاثة عناصر من الشرطة وإصابة اثنين بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية استهدفتهم شرق رفح. وقالت الوزارة في بيان إن الاستهداف وقع «أثناء انتشارهم لتأمين المساعدات بمنطقة الشوكة شرق رفح». ودانت الوزارة «الجريمة» داعية الوسطاء والمجتمع الدولي «إلى الضغط على إسرائيل لوقف استهداف جهاز الشرطة باعتباره جهازاً مدنياً». كما تُوفي المواطن عماد الشاعر متأثراً بإصابته في قصف إسرائيلي وقع قبل يومين شرق مدينة رفح.
ومن جانبها، وصفت حركة «حماس» الغارة الإسرائيلية التي تسببت بمقتل ثلاثة عناصر من الشرطة بأنها «انتهاك خطير» لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة بغزة وصول مستشفيات قطاع غزة سبعة قتلى، ستة منهم جرى انتشالهم من تحت الأنقاض وقتيل جديد إضافة إلى خمس إصابات خلال 24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 48271 قتيلاً و111693 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
من جهة أخرى، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إدخال منازل متنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى قطاع غزة خلال مشاورات أمنية جرت الليلة قبل الماضية. وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو لم يوافق على إدخال منازل متنقلة (كرفانات) وآليات هندسية إلى قطاع، وذلك في ختام المناقشات الأمنية التي جرت ليل السبت. وفي رد على ذلك، قال مصدر سياسي: «بعد التشاور الأمني الذي تم بقيادة رئيس الوزراء، تقرر أن يتم مناقشة موضوع الكرفانات في الأيام المقبلة.. إسرائيل تنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة».
وأكد المكتب الإعلامي في غزة أن رفض إسرائيل إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة تنصل من التزاماتها التي وقّعت عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن القوات الإسرائيلية لم تلتزم بالبروتوكول الصحي الذي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية في القطاع. وأوضح أن إسرائيل تعيق خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج في الخارج، حيث يسمح فقط بسفر 40 مريضاً وجريحاً يومياً، رغم الحاجة الملحة لرفع هذا العدد إلى 150 شخصاً يومياً. وأدّت المماطلة الإسرائيلية في الموافقة على أسماء المرضى والجرحى إلى تأخر سفرهم. وأكدت مصادر فلسطينية أن العشرات من المرضى ومرافقيهم لا يزالون يمكثون في ساحة المستشفى الأوروبي بانتظار الموافقة النهائية. وسافرت منذ وقف إطلاق النار 14 دفعة لم يتجاوز عدد المغادرين فيها ال1300 من مرضى ومرافقين. (وكالات)
0 تعليق