تقريع أمريكي لأوروبا في مؤتمر ميونيخ.. وحديث عن خيارات بأوكرانيا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة مستعدة للضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشدداً على دعم بلاده لـ«استقلال أوكرانيا السيادي»، فيما قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي: إنه مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد الاتفاق على خطة مشتركة.
واعتبر فانس، في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن بلهجة تميل إلى التقريع، أن حرية التعبير في أوروبا تشهد تراجعاً، متعهّداً بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب «ستكافح للدفاع عنها»، مضيفاً: «في واشنطن، هناك شريف جديد في المدينة» وأوضح أن ما يقلقه ليس روسيا أو الصين، بل التهديد الداخلي المتمثل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية.
وأشار فانس إلى أن حرية التعبير تشهد تضييقاً في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، مسلطاً الضوء على رومانيا، حيث ألغت المحكمة الدستورية الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أكد فانس أن الدول الأوروبية يجب أن تكون طرفاً رئيسياً في أي مفاوضات لإنهاء النزاع، لكنه شدد على ضرورة أن تتحمل أوروبا عبئا أكبر في الدفاع عن نفسها، ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عنه قوله: إن «الرئيس لن يخوض في هذا الملف مغمض العينين.. كل شيء على الطاولة، دعونا نتوصل إلى اتفاق».
من جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكن بشرط توصل كييف وحلفائها إلى خطة مشتركة لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي: «نحن مستعدون لأي محادثات مع الأمريكيين ومع حلفائنا، شريطة تقديم ردود واضحة على طلباتنا، وفهم مشترك لطبيعة بوتين الخطرة، وحينها سنكون مستعدين للتفاوض مع الروس».
في هذا السياق، بحث رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك مع الموفد الأمريكي الخاص كيث كيلوغ سبل تنسيق الجهود المشتركة للتوصل إلى سلام عادل ودائم، وفق ما أفاد به يرماك.
لكن المواقف الأمريكية بدت متباينة، إذ حذر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث من أن على الحلفاء الأوروبيين في «الناتو» تحمل مسؤولية أكبر في الدفاع عن أنفسهم، قائلاً من وارسو: «رسالتنا واضحة جداً لحلفائنا الأوروبيين: حان وقت الاستثمار في دفاعكم، فلا يمكنكم الافتراض بأن الوجود الأمريكي سيدوم إلى الأبد».
وسط هذه التطورات، هيمن القلق على مؤتمر ميونيخ للأمن من أن واشنطن وموسكو قد تعملان على اتفاق سلام غير ملائم لأوكرانيا، قد يجبرها على التنازل عن أراضٍ لصالح روسيا ويعيق انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبينما حضّت واشنطن شركاءها الأوروبيين على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، سرت مخاوف بأن واشنطن قد تخفض عدد القوات الأمريكية في القارة.
من جهته، حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أن أوروبا لا تستطيع الاستعاضة عن الوجود العسكري الأمريكي في القارة بين ليلة وضحاها، داعياً إلى وضع «خارطة طريق تدريجية» لأي انسحاب محتمل.
كما أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن رفضها لأي اتفاق يتم «خلف ظهر أوروبا»، مؤكدة أن «محاولات الاسترضاء هذه دائماً ما تفشل».
ميدانياً، أكد زيلينسكي أن طائرة مسيرة روسية استهدفت غطاء الوقاية من الإشعاعات في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، لكنه أشار إلى أن مستويات الإشعاعات لا تزال طبيعية.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 133 طائرة مسيّرة خلال الليل، استهدفت مناطق مختلفة، بما في ذلك شمال البلاد، حيث تقع محطة تشيرنوبيل.
وقال زيلينسكي إن هذه الهجمات «دليل على أن بوتين لا يستعد للمفاوضات، بل لمواصلة خداع العالم».
وفي لندن، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اتصال هاتفي مع زيلينسكي على التزام المملكة المتحدة دعم مسار أوكرانيا باتجاه الانضمام إلى الناتو، مؤكدة أن ذلك «لا رجعة فيه».
ونقلت متحدثة باسم مكتب ستارمر أن «رئيس الوزراء أكد التزام المملكة المتحدة بمسار أوكرانيا نحو الناتو، وفق ما اتُّفق عليه خلال قمة واشنطن العام الماضي». (وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق