نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حتى لن نعتذر عن الخطأ..!, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 01:26 صباحاً
أنا القائم على أعمال عائلتي الكبيرة جدا، أتفقد الصغير قبل الكبير وأساعدهم في كل أمورهم، إن أرادوا استشارة أكون موجودا، وإن أرادوا خوض تجربة.. أكون سندا، وإن أرادوا تغيير مسار حياتهم أيضا أغير معهم.. كل ذلك يغمرني بالسعادة، فأنا لا أقوم به لأنه واجبي بل لأنني أحبهم، أنعم الله عليّ بمكانة عظيمة بين أفراد عائلتي وفي مقر عملي، فأصبحت مديرا عاما لقطاع كبير في بلدي، إلى أن شلت حركتي ورافقته ورافقني، ذلك الكرسي الذي أستعين به، بعد أن كنت أعين من عليه، والسبب.. خطأ طبي.
لم تفتر همتي من العمل في الخير، فلا يخرج فريقي الذي أنا جزء منه إلا وأنا معهم، مهما كان العمل شاقا.. يختفي تعبه عندما ترفع سيدة يدها للسماء وتدعو لي، أو ينظر إلي رجل مسن بدمعة يكابدها في عينيه، أو أمسح على رأس صغير يتيم، أسير بكل نشاط وأنا أركض هنا وهنا وكأنني من العدّائين أسعى لنيل كأس البطولة.. إلا أن قررت أن تجري لي عملية تستأصل بها جزءا مني لتقطع الجزء الآخر الذي لا علاقة له بما استأصلته، حولتني بها من تلك العداءة إلى سيدة تحمل كيسا في جنبها، والسبب.. خطأ طبي.
كنت أحلم بالرشاقة والقدرة على السير دون أن أنهج عند كل صعود ونزول من السلم، أن أظهر في أجمل صوري وأنا أرتدي مقاس «سمول» أو حتى «ميديم» لا يهم، تعبت من قلة المعروض بسبب حجمي الكبير، وجاءتني الفرصة لأصبح الرشيقة هزار، إلا أنني لم أفتح عيني من جديد، ولم أستطع عيش ذلك الحلم، فارقت الحياة وودعوني أحبابي دون أن أودعهم، والسبب.. خطأ طبي.
أين كل هؤلاء المخطئون..؟ تخيلوا ما زالوا على رأس العمل يمارسون أخطاءهم على أجساد أخرى.. تلقوا عتابا خفيفا أو حتى لو كان عتابا قاسيا على ما فعلوه من أخطاء، إنما استمروا في اليوم الثاني من الخطأ الذي اقترفوه في حق غيرهم، وكأن شيئا لم يكن، دون حتى إجراء جزائي بالتوقف فترة عن العمل أو التحقيق بجدية حول الأسباب، ربما لم يكن خطأ طبيا بل إهمال طبي.
نحن نؤمن بالقضاء والقدر، نؤمن أن هناك أسبابا تغير من حالنا لحكمة يعلمها الله سبحانه ولا نعترض على ذلك، إنما حتى الأسباب يجب أن توضع في الحسبان حتى لا تتكرر لآخرين على الأيدي نفسها التي أوجدها الله لتخفيف الآلام وزراعة الأمل في نفوسنا.
كل قضية في تاريخ الإنسانية لها جزاء ولها عقاب، فما الذي عطل الجزاء هنا.. وجعل الخطأ حقا مكتسبا..؟ وكأننا في حقل تجارب نبحث فيه عن أفضل النتائج إنما هذه المرة على البشر أنفسهم وليس على الحيوانات، وإن كانت الحيوانات قد حصلت على حصانة التجربة من جماعة حقوق الحيوان، فأين هي جماعة حقوق الإنسان..؟ وكأنهم صموا آذانهم عن الأمر حتى لا «ياخد على خاطره منهم» جماعة الصحة.. كثرت الأخطاء وأودت بحياة الكثيرين.. هل ستقرص أُذن المخطئ على أقل تقدير ليبرد قلب أحمد، وعمي، وهزار، ومروى، وغيرهم كثير.
eman_bajunaid@
0 تعليق