حينما يصبح الرفض منهكا.. هل نحتاج إلى أكثر من الرضا؟

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حينما يصبح الرفض منهكا.. هل نحتاج إلى أكثر من الرضا؟, اليوم الاثنين 10 فبراير 2025 11:18 مساءً

أيقنت مؤخرا أن كل ما نحتاجه في وقتنا الحاضر هو القبول، قبول ملامحنا وإن لم ترضِ ذائقتنا، قبول شخصياتنا وإن كانت لا تصل بنا للحضور وقوة التأثير، قبول فشلنا رغم سعينا وقائمة الأهداف غير المتناهية، قبول ماديتنا ومقدار ما نملك من رصيد في البنك وإن لم يكفِ حاجتنا.

مشكلتنا في زمننا هذا ليس المال أو الرفاهية أو أيا يكن من ما نبحث عنه ونسعى إليه بكل توق، كل مشاكلنا تنحصر في مشكلة واحدة وهي الرفض، رفضنا للواقع رغم سعينا الحثيث لتحسينه وكلّما صعدنا عتبة ننتقل للأخرى بلا كلل رغم مظهر الإنهاك على أجسادنا وأرواحنا، نسعى دون توقف وأعيننا تبصر المساحة الفارغة من الكأس، كيف نملؤه؟ كيف نشبع احتياجات لا يهدأ جوعها، كيف نرضي ذوقنا المتغير رغم أنفنا، كيف نسعد؟ نحن المكبلين بشروط السعادة المزعومة، رُهناء الإعلام وحملات التسويق المستنزفة لأرصدتنا التي لا نكل من ملئها.

متى نتوقف! ونتنفس الصعداء وندرك حقا أن سعادتنا ليست رهينة قائمة الاحتياجات المادية، إنما الرضا والقبول، أن تقبل شعورك المتقلب تارة فوق أعالي السحاب وأخرى في حضيض الحزن، أن ترضى بخلقة الخالق لك وهو الذي قال {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} أن تتقبل أنك ستكبر وتكثر تجاعيدك وتشيب مهما زدت جرعة الحقنات.. مؤكدا ستشيخ! فهو لن يؤخر شيئا من عمرك ولو حسّن بشرتك قليلا.

أن ترضى برزقك من المال حتى وإن لم يزل الطموح يرفرف على أعتاب عقلك، فالرضا محفوف بالقبول والطموح رفيق الراضي، فلا سعي مُجدي بلا رضا بقضاء الله وقدره، القبول والرضا وجهان لعملة واحدة إن امتلكتهما فكأنما امتلكت غنى هذا الزمن فبهما ستجد سعادتك المفقودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق