الشارقة تهدي الطبيعة نمراً عربياً في يومه العالمي

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت الشارقة ولادة نمر عربي جديد، ما يعتبر نجاحاً يرافق احتفالات اليوم العالمي لأحد أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، وفقاً لتصنيف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
ويمثل النمر العربي رمزاً بيئياً نادراً للتنوع البيولوجي في شبه الجزيرة العربية، إلا أنه يعاني تهديدات كبيرة تشمل فقدان الموائل الطبيعية، واستنزاف مصادر الغذاء، والتجزئة السكانية، إلى جانب الصيد غير المشروع.
ورغم هذه التحديات المتزايدة، كشف تقييم حديث لحالة الأنواع وفق القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وينتظر نشره في مارس/آذار المقبل، أن النمر العربي ما زال مهدداً بالانقراض بشكلٍ حرج، لكنه يتمتع بفرص عالية للتعافي في حال تنفيذ التدابير المناسبة لحمايته. وفي إطار الاستجابة لهذه المخاطر، أقرّت الأمم المتحدة يوم 10 فبراير/شباط يوماً عالمياً للنمر العربي، بهدف رفع الوعي العالمي، وتعزيز الجهود المنسقة لحمايته واستدامة بيئته الطبيعية.
نجاح نوعي
بهذه المناسبة، أعلنت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، أن مركز حماية وإكثار الحيوانات العربية البرية المهددة بالانقراض التابع للهيئة سجّل ولادة نمر عربي جديد. ويشكل ذلك نجاحاً نوعياً آخر للمركز البحثي التخصصي ضمن جهوده لتحقيق رؤى الهيئة وأهدافها الرامية إلى المحافظة على الحيوانات والطيور النادرة والأنواع المهددة بالانقراض، ومنها حيوان النمر العربي من خلال إكثاره وإعادة توطينه وتهيئة البيئة الطبيعية والمثالية لتربيته وتوفير العناية الصحية المتكاملة التي تلائم هذا الحيوان النادر، وتطوير القاعدة المعلوماتية، والاستفادة منها في دعم الاستراتيجية الخاصة بصون النظم الطبيعية الصحراوية وتنوعها الحيوي.
وأشارت هنا سيف السويدي إلى أنه كجزء من الجهود المتسارعة لإنقاذ النمر العربي، نظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مؤتمراً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالشراكة مع المجموعة المتخصصة للقطط التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وجمع خبراء من دول النطاق، بما في ذلك الإمارات، وسلطنة عُمان، والسعودية، واليمن، إلى جانب منظمات دولية مثل صندوق النمر العربي، لتحديث الاستراتيجية الشاملة للحفاظ عليه حتى 2030.
وتهدف الاستراتيجية المحدثة إلى ضمان بقاء المجموعات البرية المتبقية، واستعادة أعداد النمر العربي من خلال برامج شاملة، تستهدف الأنواع وفرائسها وموائلها الطبيعية. وحددت الاستراتيجية 12 هدفاً رئيسياً من بينها تعزيز المسوحات البيئية وأنظمة الرصد، وإنشاء شبكة فعالة للمناطق المحمية وإدارتها، وإشراك المجتمعات المحلية في جهود الحماية، إضافة إلى تشديد تطبيق القوانين لحماية النمر وموائله، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات.
وأكد المشاركون في المؤتمر إلى أن جهود الصون في الموائل الطبيعية وحدها لم تعد كافية، لضمان مستقبل النمر العربي، مُشددين على ضرورة اتباع نهج تكاملي يجمع بين الحفظ في البرية وخارجها.
ومن بين المخرجات البارزة للمؤتمر، الإعلان عن تشكيل مجموعة عمل دائمة للنمر العربي تضم خبراء من دول النطاق الرئيسية ومنظمات دولية،. وستتولى المجموعة الإشراف على تنفيذ الاستراتيجية، وتنسيق الأبحاث حول الجينات ومراقبة أعداد النمور، وضمان استمرارية الزخم الذي تحقق خلال المؤتمر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق