كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، كواليس جديدة عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، تزامناً مع انتشار مقطع جديد للعملية التي تمت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال غالانت في أول مقابلة تلفزيونية يجريها منذ حوالي عامين، إنه فور عرض الخطة عليه من بعض القادة العسكريين، سألهم عن فرص نجاح العملية، وقدروا أنها حوالي 90%، ثم أمر بمضاعفة المتفجرات اللازمة للتنفيذ.
وأضاف غالانت للقناة الـ12 العبرية: جاءني رئيس الأركان وقائد القوات الجوية وآخرون، وعرضوا عليّ عملية القضاء على نصرالله، وأين هو، وما إلى ذلك.. فقلت لهم: ما هي فرص النجاح؟ فأجابوني: 90%. فسألتهم: كم طناً من المتفجرات ستلقونها عليه؟ فقالوا لي: 40 طناً. فقلت لهم: اذهبوا إلى البديل الذي يبلغ 80 طناً، حتى نصل إلى 99%.
كما كشف غالانت أنه قبل يومين من التنفيذ، عُقد اجتماع لمجلس الوزراء المصغر (الكابينت)، وعرض رئيس الأركان الطريقة التي سنتبعها، واتضح أنها تحظى بأغلبية خمسة أعضاء من المجلس، ومعارضة اثنين.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إلى أنه عرض على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح الأمر للتصويت، واستطرد: أوقف نتنياهو المناقشة، وطلب مني، ورئيس الأركان، وعدد آخر من المسؤولين العسكريين ومسؤولي الجيش، الدخول إلى غرفة. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية إن هناك احتمال أن يغادر نصرالله في المستقبل القريب.. قد يستغرق الأمر بضع ساعات، الأمر يستحق اتخاذ القرار.
بعدها عاد نتنياهو إلى الغرفة، وقال لسنا مستعدين لاتخاذ قرار. سأعود من الولايات المتحدة الأحد ونقرر حينها. لكن في اليوم التالي، نشرت وسائل إعلام عبرية ودولية تقارير مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة وضعتا إطاراً لوقف إطلاق النار. وبعد ذلك بوقت قصير خرج وزراء الحكومة ليؤكدوا رفضهم لهذا الاتفاق.
ويستطرد غالانت في روايته بالقول: تلقيت ورئيس الأركان اتصالاً من نتنياهو، قال فيه: كنت أفكر فيما قلتاه ليلة أمس. سيجتمع الكابينت لاتخاذ قرار الليلة. وبنهاية الاتصال تم منحنا الموافقة، وفي صباح يوم التنفيذ، وكان الجمعة، حدد ورئيس الأركان الساعة السادسة مساء كموعد أقصى للتنفيذ، لكن نتنياهو طلب التأجيل إلى الساعة السادسة والنصف، لأنه قبل ذلك سيكون على منصة الأمم المتحدة، وفي الساعة السادسة وعشرين دقيقة تم إلقاء 84 طناً من القنابل على كل الأماكن المحددة لحسن نصرالله، وتم تنفيذ العملية بنجاح.
وشهدت الساعات الماضية، انتشار مقطع فيديو جديد على مواقع التواصل الاجتماعي للحظة تنفيذ العملية، حيث وثق انفجاراً هائلاً هز الأرض واقتلع أجزاء منها قبل أن تشتعل النار في المنطقة.
وفي اليوم التالي، أي السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، مقتل نصرالله، وقادة آخرين، بغارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحاً أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت بتوجيه استخباري دقيق المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.
0 تعليق