متابعات«الخليج»
حذر فريق علمي من أن الحرارة الشديدة ستصل إلى مستويات خطرة عبر منطقة تعادل حجم الولايات المتحدة، إذا وصل ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين.
ويدفع تغير المناخ إلى زيادة عدد موجات الحر القاتلة في جميع أنحاء العالم، ما يعرض عدداً متزايداً من الناس لظروف تختبر حدود التحمل البشري.
وبحثت الدراسة التي نشرتها مجلة
Nature Reviews Earth and Environment
في تأثير الانحباس الحراري العالمي والحرارة الحارقة على جسم الإنسان.
وكشفت الدراسة عن زيادة كبيرة في مساحة العالم المعرضة لدرجات حرارة غير آمنة، حيث يكون الأشخاص في شمال إفريقيا وجنوب آسيا الأكثر عرضة للخطر.
وخلصت الدراسة إلى أنه بين عامي 1994 و 2023، وصلت الحرارة والرطوبة إلى مستويات غير آمنة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً في مناطق تعادل حوالي 2٪ من مساحة الأرض العالمية.
وبالنسبة لكبار السن الأكثر ضعفاً، ارتفعت هذه النسبة إلى نحو 20٪ من مساحة الأرض.
وتسلط الدراسة الضوء على «العواقب المميتة المحتملة» لارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ويهدف اتفاق باريس للمناخ، وهو معاهدة ملزمة دولياً، إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى «أقل كثيراً» من درجتين مئويتين ويفضل أن يكون 1.5 درجة مئوية.
وكان العام الماضي أول عام يتجاوز فيه متوسط درجات الحرارة 1.5 درجة مئوية.
عواقب وخيمة
مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وجد الباحثون أن كمية الكتلة الأرضية التي ستصبح غير آمنة للبالغين الأصغر سناً ستتضاعف ثلاث مرات، إلى نحو 6٪.
وسيكون الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً معرضين للخطر في نحو ثلث كتلة اليابسة على الكوكب.
ومن المتوقع أن يؤدي التعرض الطويل لأشعة الشمس، حتى بالنسبة لأولئك الذين في الظل، والذين يتعرضون لنسيم قوي ويشربون كميات كبيرة من الماء إلى «الإجهاد الحراري» وأحياناً «ضربة شمس مميتة».
ويحدث الإجهاد الحراري عندما تطغى أنظمة التبريد الطبيعية في الجسم، ما يسبب أعراضاً تتراوح بين الدوخة والصداع إلى فشل الأعضاء والوفاة.
وحتى درجات الحرارة المنخفضة يمكن أن تكون قاتلة عندما تقترن بالرطوبة، حيث لا يمكن للعرق أن يتبخر من الجلد.
وسجلت أوروبا حتى الآن أعلى عدد من الوفيات بسبب موجات الحر، بأكثر من 70 ألف حالة وفاة في عام 2003، و60 ألف حالة وفاة في عام 2022، وأكثر من 47 ألف حالة وفاة في عام 2023.
ووثقت آسيا الخسائر الفادحة لارتفاع درجات الحرارة، بما في ذلك عدة آلاف من الوفيات في الهند وباكستان خلال موجات الحر في عام 2015.
وقال الباحثون إن الوفيات الناجمة عن الحر في إفريقيا «غير مُبلّغ عنها بشكل مستمر» لكنهم لاحظوا حرارة شديدة في نيجيريا في عام 2024.
ووفق منظمة الصحة العالمية فإن الحرارة تقتل ما لا يقل عن نصف مليون شخص كل عام لكنها تحذر من أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بنحو 30 مرة.
0 تعليق