منى عبد الكريم: نشجع مشاركة القراءة بين الأصدقاء والأهل
انطلقت صباح الأربعاء، فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل، الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حتى التاسع من فبراير، في حديقة النخيل بالشارقة، تحت شعار «حينَ تُحيا الكُتُب.. تُسطَّرُ حكاياتُ المُستقبل»، بمشاركةٍ لجمعيات النفع العام، والجهات والمدارس الحكومية والخاصة، والجامعات والبعثات الدبلوماسية، ومؤسسات المجتمع بمختلفِ فئاته، وأفراده.
450 ألفاً من الكُتبِ القيّمة تنتظرُ زوّار المهرجان الذين بدأ توافدهم إلى حديقةِ النخيلِ منذ الصباح الباكر، إذ ازدحمت بهم أرضُ «الوراقين»، فراحوا يتنقلون بين الطاولاتِ العامرةِ بالعلمِ والأدبِ والفن والتاريخ والمعرفة بحثاً عن العناوين التي تناسبُ كل واحدٍ منهم، والتي توفّرها المدينة بأسعارٍ رمزية إيماناً منها بدورها التوعوي والاجتماعي.
المهندس فتحي جبر عفانة الرئيس التنفيذي لشركة فاست لمقاولات البناء، سفير منظمة الأسرة العربية التابعة لجامعة الدول العربية، عبّر عن فخره واعتزازه بالتعاون المستمر مع المدينة في العديد من الفعاليات التي تنظمها ومن بينها مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل.
وأكد عفانة أن هذا التعاون قائمٌ منذ الدورة الأولى للمهرجان، من خلال تجهيز الطاولات التي وضعت عليها الكتب، بالإضافة إلى إعداد السور الخاص بأرض المهرجان، إلى ما هنالك من تجهيزات تندرج في ذات الإطار. وأشاد بالتنظيم المتقن وإخلاص المتطوعين في العمل، مشيراً إلى أن تنظيم المهرجان من قبل المدينة دليل على التزامها بتوعية المجتمع وإتاحة الفرصة أمام الجميع لدعم ومساندة الخدمات التي تقدمها للأشخاص ذوي الإعاقة سواء من خلال التبرع بالكتب أو شرائها، كما أكد أهمية المهرجان في تعزيز الثقافة والوعي لدى أبناء المجتمع وتنمية حس العمل التطوعي.
وأوضح أن التعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية راسخ ولا يقتصر على فعالية بعينها، بل يشمل العديد من الأنشطة، متوجهاً بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة، وإلى جميع المنظمين والمتطوعين في مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل.
الأثر المعرفي
دعت منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أبناء المجتمع إلى زيارة المهرجان واقتناء الكتب القيمة وتأسيس المكتباتِ الخاصة بأسعار رمزية تناسب الجميع، مؤكدة أن الهدف الرئيسي من المهرجان ليس فقط الريع المادي الذي يخصص دائماً لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة، إنما أيضاً الأثر المعرفي والثقافي والاجتماعي الذي يعززه في نفوس المتطوعين والجمهور.
وقالت: تولي المدينة في كل ما تقدمه من خدمات وتنظمه من فعاليات أهمية كبيرة للاستدامة، وما تنظيمها للدورة التاسعة من مهرجان الوراقين إلا دليل واضح على هذه الأهمية في النهج والثقافة والحرص على تنمية الوعي المجتمعي والثقافة والمجتمعية، والتشجيع المجتمع على العلم والقراءة.
وتحدثت مدير عام المدينة عن دور المهرجان من الناحية البيئية؛ إذ يقلل تداول الكتب المستعملة من قطع الأشجار التي تُستخدم لصنع الورق، بالإضافة إلى التشجيع على مشاركة القراءة بين الأصدقاء والأهل، كما يسهم المهرجان في تلبية حاجة أفراد المجتمع لدعم الخدمات التي تقدمها المدينة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التبرع بالكتب، أو عبر شرائها.
وأكدت منى اليافعي أنَّ المهرجان يعتبر واحة للتطوع، إذ تشهد الدورة التاسعة مشاركة 200 متطوع، 105 منهم من مركز الشارقة للعمل التطوعي، و95 من موظفي المدينة والأشخاص ذوي الإعاقة وأمهاتهم ومتطوعي كلية العلوم الصحية في جامعة الشارقة.
وقال أحمد حسن ميرزا منسق البرامج التطوعية في مركز الشارقة للعمل التطوعي: إن التعاون مع المدينة مصدر فخر واعتزاز نظراً للدور المجتمعي الكبير الذي تقوم به خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع عموماً وأضاف: مستعدون للتعاون الدائم مع المدينة في مختلف الفعاليات والأنشطة التي تنظمها ونتمنى لها دائماً المزيد من التقدم والتوفيق والنجاح.
فعاليات ثقافية
زوار المهرجان خلال الفترتين الصباحية والمسائية على موعد مع العديد من الفعاليات الفنية والثقافية، ومنها تنظيم مركز الفن للجميع «فلج» لمجموعة من الورش الفنية، ومعرض للوحات التي أبدع في رسمها منتسبو الفن للجميع بمهارة وإتقان، بالإضافة إلى ورش فنية تقدمها المؤسسات المشاركة في المهرجان. ومن الفعاليات أيضاً المشاركات الفنية التي تقدمها المدارس الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى عروض مسرحية وموسيقية.
وتنظم لجنة استقطاب المؤسسات والمراكز والجمعيات والجاليات مسابقة الكاتب الصغير ومسابقة أجمل تعليق، وأيضاً يشهد المهرجان ورشة القراءة المبسطة بالإضافة إلى فعالية استضافة الجاليات.
وخلال التجوال في المهرجان، يوجد ركن للتعريف بأعلامٍ من علماء وشعراء العرب والمسلمين، وثمّة ركن لبيع منتجات «تكوين» ومنها «دانات»، «عتيق»، و«فن الدرزة»، إذ يتولى بيع هذه المنتجات موظفو مركز مسارات للتطوير والتمكين من الأشخاص ذوي الإعاقة. وتمّت تهيئة المكان كي يناسب الجميع، ومن ضمنهم الأشخاص ذوو الإعاقة، كبار السن، والأمهات اللائي يصحبن أبناءهنّ مُستخدمات العربات، إذ يوفّرُ المهرجان ممراً خاصاً للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، في رسالة جليّة إلى المجتمع بهدف تسهيل وتيسير وصول الأشخاص ذوي الإعاقة.
0 تعليق